الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
.فوائد لغوية وإعرابية: قال السمين:قوله تعالى: {أَفَأَصْفَاكُمْ} ألف أَصْفى عن واوٍ، لأنَّه من صفا يَصْفو، وهو استفهامُ إنكارٍ وتوبيخٍ.قوله: {واتَّخَذَ} يجوز أن يكونَ معطوفًا على {أَصْفاكم} فيكونَ داخلًا في حَيِّز الإِنكار، ويجوز أن تكونَ الواوُ للحالِ، وقد مقدرةٌ عند قومٍ. و{اتَّخذ} يجوز أَنْ تكونَ المتعديةَ لاثنين، فقال أبو البقاء: إنَّ ثانيَهما محذوفٌ، أي: أولادًا، والمفعولُ الأولُ هو {إناثًا} وهذا ليس بشيءٍ، بل المفعولُ الثاني هو {مِنَ الملائكة} قُدِّم على الأولِ، ولولا ذلك لَزِمَ أن يُبتدأ بالنكرةِ من غير مسوِّغ، لأنَّ ما صَلُح أن يكونَ مبتدأً صَلُح أن يكونَ مفعولًا أول في هذا الباب، وما لا فلا. ويجوز أن تكونَ متعدِّيةً لواحدٍ كقولِه: {وَقَالُواْ اتخذ الله وَلَدًا} [البقرة: 116]، و{مِنَ الملائكة} متعلِّقٌ ب {اتَّخذ} أو بمحذوفٍ على أنه حالٌ من النكرةِ بعده.قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا}:العامَّةُ على تشديد الراء، وفي مفعول {صَرَّفْنا} وجهان، أحدُهما: أنه مذكورٌ، و{في} مزيدةٌ فيه، أي: ولقد صَرَّفْنا هذا القرآنَ، كقولِه: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ} [الفرقان: 50]، ومثله:وقوله تعالى: {وَأَصْلِحْ لِي فِي ذريتي} [الأحقاف: 15]، أي: يَجْرَحْ عراقيبَها، وأَصْلح لي ذريتي. ورُدَّ هذا بأنَّ {في} لا تُزاد، وما ذُكِرَ متأول، وسيأتي إنْ شاءَ الله تعالى في الأحقاف.الثاني: أنَّه محذوفٌ تقديرُه: ولقد صَرَّفْنا أمثالَه ومواعظَه وقصصَه وأخبارَه وأوامره.وقال الزمخشري في تقدير ذلك: ويجوز أن يُراد ب {هذا القرآن} إبطالُ إضافتِهم إلى الله البناتِ؛ لأنه ممَّا صرَّفه وكرَّر ذِكْرَه، والمعنى: ولقد صَرَّفْنا القولَ في هذا المعنى، وأوقَعْنا التصريفَ فيه، وجَعَلْناه مكانًا للتكرير، ويجوز أن يريد بـ {هذا القرآن} التنزيلَ، ويريد: ولقد صَرَّفناه، يعني هذا المعنى في مواضعَ من التنزيل، فترك الضميرَ لنه معلومٌ. قلت: وهذا التقديرُ الذي قدَّره الزمخشريُّ أحسنُ؛ لأنه مناسِبٌ لما دَلَّتْ عليه الآيةُ وسِيْقَتْ لأجلِه، فقدَّرَ المفعولَ خاصًَّا، وهو: إمَّا القولُ، وإمَّا المعنى، وهو الضميرُ الذي قدَّره في {صَرَّفْناه} بخلافِ تقديرِ غيرِه، فإنَّ جَعَلَه عامًَّا.وقيل: المعنى: لم نُنَزِّلْه مرةً واحدة بل نجومًا، والمعنى: أَكْثَرْنا صَرْفَ جبريلَ إليك، فالمفعولُ جبريل عليه السلام.وقرأ الحسن بتخفيفِ الراء فقيل: هي بمعنى القراءةِ الأولى، وفَعَل وفَعَّل قد يَشْتركان. وقال ابنُ عطية: أي: صَرَفْنا الناسَ فيه إلى الهدى.قوله: {لِيَتَذَّكَّروا} متعلقٌ ب {صَرَّفْنا} وقرأ الأخَوان هنا وفي الفرقان بسكون الذال وضمِّ الكاف مخففةً مضارع ذكر من الذِّكر أو الذُّكر، والباقون بفتح الذال والكافُ مشددةٌ، والأصلُ: يتذكَّروا، فأدغم التاءَ في الذال، وهو من الاعتبار والتدبُّر.قوله: {وَمَا يَزِيدُهُمْ}، أي: التصريفُ، و{نُفورًا} مفعولٌ ثانٍ.{قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا (42)}.قوله تعالى: {كَمَا يَقُولُونَ}: الكافُ في موضعِ نصبٍ، وفيهما وجهان: أحدُهما: أنها متعلقةٌ بما تعلَّقَتْ به {مع} من الاستقرار، قاله الحوفي. والثاني: أنها نعتٌ لمصدر محذوف، أي: كونًا كقولكم قاله أبو البقاء.وقرأ ابنُ كثيرٍ وحفص: {يقولون} بالياءِ مِنْ تحت، والباقون بالتاء مِنْ فوقُ، وكذا قولُه بعد هذا {سُبْحَانَهُ وتعالى عَمَّا يَقُولُونَ} [الإسراء: 43]، قرأه بالخطابِ الأخَوان، والباقون بالغيب، فتحصَّل من مجموع الأمر أنَّ ابنَ كثير وحفصًا يَقْرآنهما بالغيب، وأن الأخوين قرآ بالخطاب فيهما، وأن الباقين قرؤوا بالغيب في الأول، وبالخطاب في الثاني.فالوجهُ في قراءةِ الغيبِ فيهما أنه: حَمَل الأولَ على قولِهِ: {وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُورًا} [الإسراء: 41]، وحَمَل الثاني عليه. وفي الخطاب فيهما أنه حمل الأولَ على معنى: قل لهم يا محمد لو كان معه آلهةٌ كما تقولون، وحَمَل الثاني عليه. وفي قراءة الغيبِ في الأولِ أنَّه حَمَله على قوله: {وما يزيدهم} والثاني التفت فيه إلى خطابهم.قوله: {إذَنْ} حرفُ جوابٍ وجزاءٍ. قال الزمخشري: وإذن دالَّةٌ على أنَّ ما بعدها وهو {لابتَغَوا} جوابٌ لمقالةِ المشركين وجزاءٌ ل {لو}. وأدغم أبو عمروٍ الشينَ في السين، واستضعفها النحاةُ لقوةِ الشين.{سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا (43)}.قوله تعالى: {وتعالى}: عطفٌ على ما تضمَّنه المصدرُ، تقديرُه: تنزَّه وتعالى. و{عن} متعلقة به. أو ب {سبحان} على الإِعمال لأنَّ {عن} تعلَّقت به في قوله: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العزة عَمَّا يَصِفُونَ} [الصافات: 180] و{عُلُوًّا} مصدرٌ واقع موقعَ التعالي، كقولِه: {أَنبَتَكُمْ مِّنَ الأرض نَبَاتًا} [نوح: 17] في كونِه على غيرِ الصدرِ.{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ}.قوله تعالى: {تُسَبِّحُ}: قرأ أبو عمروٍ والأخَوان وحفصٌ بالتاء، والباقون بالياء مِنْ تحت، وهما واضحتان؛ لأنَّ التأنيثَ مجازيٌّ ولوجودِ الفصلِ أيضًا.وقال ابن عطية: ثم أعاد على السماواتِ والأرض ضميرَ مَنْ يَعْقِلُ لَمَّا أَسْنَدَ إليها فعلَ العاقلِ وهو التسبيحُ، وهذا بناءً منه على أنَّ هُنَّ مختصٌّ بالعاقلات، وليس كما زَعَمَ، وهذا نظيرُ اعتذارِه عن الإِشارة ب {أولئك} في قوله: {كُلُّ أولئك} وقد تقدَّم. وقرأ عبدُ الله والاعمش: {سبَّحَتْ} ماضيًا بتاء التأنيث. اهـ. .التفسير الإشاري: قال نظام الدين النيسابوري:التأويل: خاطب نبيه صلى الله عليه وسلم ليقطع تعلقه عن الكونين من بين الثقلين فقال: {لا تجعل مع الله إلها آخر} من الدنيا والآخرة، ثم شرف أمته بتبعيته قائلًا: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلاَّ إياه} وإنما قال: {ربك} لأنه أصل في التربية والأمة تبع له، فمن حكم في الأزل أنه لا يعبد غير الله لم يعبد غير الله {وبالوالدين} والد الروح ووالدة البدن.والإحسان بهما أن يراقبهما في العبودية ليعبد الله كأنهما يريانه {أما يبلغن عندك} يخاطب القلب ويوصيه بأن يواسي والد الروح عند كبره وهو بلوغه أعلى مراتب القرب وعجزه عند سطوات تجلي صفا الألوهية، ويداري والدة البدن حينئذ فلا يستعملها عند العجز {ولا تنهرهما} عند الاستراحة وأرفق بهما عند استعمالهما في العبودية، ولا تتكبر عليهما فإنك أخذت التربية منهما لأن القلب طفل تولد بازدواج الروح والبدن، وقد وجد التربية منهما صورة ومعنى إلى أن صار قابلًا للتجلي والخلافة {ربكم أعلم بما في نفوسكم} من الاستعداد {أن تكونوا صالحين} مستعدين للخلافة {فإنه كان للأوابين} الراجعين من أنانيته إلى هويته دون من كان مقيدًا بنفسه {غفورًا} سائرًا بأنوار جماله. ثم أخبر عن أداب الخلافة قائلًا {وآت ذا القربى} وهو النفس حقه فإن لنفسك عليك حقًا من غير إسراف وتقتير. اهـ..تفسير الآيات (45- 49): قوله تعالى: {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا (45) وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا (46) نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (47) انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (48) وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا (49)}..مناسبة الآيات لما قبلها: قال البقاعي:ولما قرر في سياق التوحيد أنهم في الحضيض من الغباوة، التفت إلى سيد أولي الفهم، فقال مشيرًا إلى النبوة عاطفًا على {لا تفقهون} منبهًا على أنهم لا يفهمون لسان القال فضلًا عن لسان الحال: {وإذا قرأت القرءان} الذي لا يدانيه واعظ، ولا يساويه مفهم، وهو تبيان لكل شيء {جعلنا} أي بما لنا من العظمة {بينك} وبينهم، ولكنه أظهر هذا المضمر بالوصف المنبه على إعراضهم عن السماع على الوجه المفهم فقال تعالى: {وبين الذين لا يؤمنون} أي لا يتجدد لهم إيمان {بالآخرة} أي التي هي قطب الإيمان {حجابًا} مالئًا لجميع ما بينك وبينهم مع كونه ساترًا لك عن أن يدركوك حق الإدراك على ما أنت عليه {مستورًا} عنهم وعن غيرهم، لا يراه إلا من أردنا، وذلك أبلغ في العظمة وأعجب في نفود الكلمة {وجعلنا} أي بما لنا من العظمة {على قلوبهم أكنة} أي أغطية، كراهة {أن يفقهوه} أي يفهموا القرآن حق فهمه {وفي ءاذانهم وقرًا} أي شيئًا ثقيلًا يمنع سماعهم السماع النافع بالقصور في إدراكهم لا في بيانه، فرؤيتهم للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حال التلاوة غير صحيحة كما أن سمعهم وإدراكهم لما يقرأه كذلك كما قال تعالى: {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة} [البقرة: 7] {وإذا ذكرت ربك} أي المحسن إليك وإليهم {في القرءان} حال كونه {وحده} مع الإعراض عن آلهتهم {ولوا} وحقق المعنى وصوره بما يزيد في بشاعته تنفيرًا عنه فقال: {على أدبارهم نفورًا} مصدر من غير اللفظ مؤكد لأنه محصّل لمعناه، أو جمع نافر كقاعد وقعود.ومادة وقر بجميع تقاليبها عشر تدور على الجمع كما مضى في آخر يوسف وأول الحجر، فالوقر- بالفتح: ثقل في الأذن أو ذهاب السمع كله- لأن ذلك يوجب اجتماعًا في النفس وسكونًا يحمل على الوقار الذي هو السكينة بفقد بعض ما كان يشعّب الفكر من السمع، ومن ذلك ذلك الوقر- بالكسر: الحمل مطلقًا أو الثقيل، أو لأن الحمل جامع لما فيه والأذن جمعت ما سدها، فكأنه جمع خرقها فصيرها صلدًا كالصخرة الصماء لا ينفذ فيها شيء، ولذلك يسمى الطرش الصمم ونخلة موقرة، أي مستجمعة حملًا، واستوقرت الإبل: سمنت أي جمعت الشحم واللحم، ووقر كوعد: جلس- لاستجماع بعض أعضائه إلى بعض، والوقير: القطيع من الغنم أو صغارها أو خمسمائة منها أو عام، أو الغنم بكلبها وحمارها وراعيها كالقرة- لاستجماع بعضها إلى البعض، والوقري- محركة: راعي الوقير أو مقتني الشاء وصاحب الحمير وساكنو المصر، والقرة- كعدة: العيال والثقل والشيخ الكبير- لأن الكبر والثقل يثمران الوقار الناشىء عن استجماع النفس والعزم وترك الانتشار بالطيش، وما قبلهما واضح في الجمع، والموقر- كمعظم: المجرب العاقل قد حنكته الدهور- لأن ذلك يثمر استجماع العقل، ووقرت الرجل توقيرًا: بجلته ورزنته، والدابة: سكنتها- فكان كأنه جمع إليها حمل ثقيل، والتيقور فيعول من الوقار تاءه مبدلة من واو، يقال: وقر في بيته يقر، أي جمع نفسه فيه لاجتماع همه، والموقر- كمجلس: الموضع السهل عند سفح الجبل- لعله شبه بالرجل الوقور المطمئن الساكن النفس، والحامل الذي يوطئه الحمل، والوقرة: وكتة- أي حفرة- تكون في الحافر والعين والحجر- لأن من شأن الحفرة أن تجمع ما تودعه، ومنه توقير الشيء: أن تصير له وقرات، أي آثارًا، والوقر: الصدع في الساق وكالوكتة أو الهزمة تكون في العظم والحجر والعين، وأوقر الله الدابة: أصابها بوقرة، وفقير وقير، أي مكسور العظام أو الفقار، أو تشبيه بصغار الشاء أو اتباع، أو المعنى أن الدين أوقره، والوقير: النقرة العظيمة في الصخرة تمسك الماء- وهو واضح في الجمع.والروق: القرن- لشدة اجتماعه لصلابته واستدارته، ولأنه يجمع إقدام صاحبه وعزمه، والروق أيضًا: عزم الرجل وفعاله- لجمعهما أمره، والروق من الليل: طائفة- لاجتماع ساعاتها، والروق من البيت: رواقه، أي شقته التي دون الشقة العليا- لأنها تكمل جمعه لما يقصد منه من الستر، ورواق البيت- ككتاب وغراب.ما أطاف به، قال القزاز: وقيل: الرواق كالفسطاط يحمل على عمود واحد في وسطه، قال في القاموس: أو سقف في مقدم البيت وحاجب العين- ولعله شبه بالستر، ومن الليل: مقدمه وجانبه- شبه بجانب البيت، والروق من الشباب: أوله كالريق بالفتح، والريق ككيس، وأصله ريوق- لأنه ينبني عليه ما بعده ويجتمع إليه كأنه الأصل الذي يجمع جميع الفروع، والريق أيضًا أن يصيبك من المطر شيء يسير- كأنه أول المطر، والروقة: الشيء اليسير، وهي من ذلك، والروق أيضًا: العمر- لأنه الجامع للحال، وراقني الشيء: أعجبني- لأن الفكر يجمع الخواطر لأجله فلا يظهر له وجه ما صار به معجبًا، ووصيف روقة- إذا أعجبك، وجارية روقة وغلمان روقة، جمع رائق، والروقة: الشيء الجميل جدًا، والروق- بالفتح العجب والإعجاب بالشيء، ومن الخيل: الحسن الخلق يعجب الرائي، والجمال الرائق، والريق والروق والرواق: الستر- لأنه يجمع البصر والهم عما وراءه، وهو أيضًا موضع الصائد- لأنه يجمعه على ما يريد ويوصله إليه، والروق: الرواق ومقدم البيت والشجاع لا يطاق- لاجتماع همه لما يريد، والفسطاط والسيد- لجمع الفضائل، والصافي من الماء وغيره- لأن الصفاء أجدر باجتماع الأجزاء، والروق: الجماعة والحب الخالص ومصدر راق عليه، أي زاد عليه فضلًا- لأن الزيادة لا تكون إلا عن جمع، والروق: البدن من الشيء- لجمعه له، والحية- لتحويها أي تجمعها، وداهية ذات روقين، أي عظيمة مشبهة بالثور، ورمى بأرواقه على الدابة: ركبها، أي بجميع أعضائه، ورمى بأرواقه عنها: نزل، وألقى أرواقه: عدا فاشتد عدوه- كأنه خرج من جميع أعضائه- فعدا روحًا بلا بدن فصار أعظم من الطائر، أي غلبت روحه على بدنه، وألقى أوراقه: أقام بالمكان مطمئنًا؛ قال في القاموس: كأنه ضد- انتهى.والمفعول فيه في هذا محذوف، كأنه قال: في مكان كذا، ومن المعلوم أن بدنه إذا كان في مكان وهو حي فقد أقام به، وألقى عليك أرواقه، وهو أن تحبه شديدًا، والمعنى أنه ألبسك بدنه فصارت روحك مديرة له فصرت إياه.وتعبير القزاز بقوله: وهو أن تحبه حتى تستهلك في حبه يدل على ذلك، وألقت السحابة أرواقها، أي مطرها ووبلها أو مياهها الصافية- وذلك هو مجموع ما فيها، وأرواق الليل: أثناء ظلمته بأرواقه- إذا قام وثبت، وقيل: أرواقه: مقاديمه، وأسلبت العين أرواقها: سالت دموعها، أي جميع ما فيها- كأن ذلك كناية عن اشتداد البكاء، وروق الفرس: الذي يمده الفارس من رمحه بين أذنيه- تشبيه له بقرن الثور، وذلك الفرس أروق، ومنه الروق- محركة، وهو طول الأسنان- تشبيهًا لها بالروق أي القرن- قال القزاز: وقيل: الروق: طول الأسنان وانثناءها إلى داخل الفم، وإشراف العليا على السفلى، والقوم روق- إذا كانوا كذلك، وهو يصلح لأن يكون تشبيهًا بما ذكر، ولأن يكون من الجمع من أجل الانثناء، ومنه أكل فلان روقه- إذا أسن فطال عمره حتى تتحات أسنانه- المشبهة بالقرن، والترويق: التصفية- وقد تقدم أن الشيء إذا خلص من الأغيار كانت أجزاؤه أشد تلاصقًا، والترويق: أن يبيع سلعة ويشتري أجود منها- مشبهة بالتصفية، والراووق: المصفاة يروق بها الشراب بلا عصر والكأس بعينها، والباطية وناجود الشراب الذي يروق به- لأنها تجمع الشراب.
|